شرع المصنف في ذكر أدلة المفضلين للأنبياء أو صالحي بني آدم على الملائكة فقال: "فمما استدل به على تفضيل الأنبياء على الملائكة: أن الله أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم وذلك دليل على تفضيله عليهم" قالوا: إذا كان الله قد أمر الملائكة بالسجود لآدم، فإن الأنبياء وصالحي البشر أفضل من الملائكة.
قال: "ولذلك امتنع إبليس واستكبر وقال: ((أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ))[الإسراء:62] وامتناع إبليس واستكباره يدل على أن الله كرم آدم عليه، وإبليس كان مأموراً بالسجود في جملة الملائكة، وإن كان هو من الجن كما صرح الله بذلك في كتابه. المقصود: أن الاستدلال يتوجه إذا قلنا: إن إبليس أُمر بالسجود مع الملائكة، لكنه أبى واستكبر وقال: ((أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ))[الإسراء:62] فالتكريم حاصل لآدم والصالحين من ذريته على الملائكة، هذه وجهة نظر القائلين بهذا القول.